دراسة أكاديمية تكشف حجم الاختراق الطائفي للجامعات اليمنية منذ انقلاب الحوثيين
الأحد 12 أكتوبر ,2025 الساعة: 05:38 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة



رصدت دراسة أكاديمية حديثة مظاهر التغلغل والاختراق الطائفي الذي طال الجامعات اليمنية منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014 وحتى العام 2025، مشيرةً إلى أن هذا التغلغل شمل مختلف المستويات الأكاديمية والإدارية والتعليمية.


وأوضح الباحث الدكتور سعيد إسكندر، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة تعز، أن أبرز مظاهر هذا الاختراق تمثلت في تعيين الموالين للجماعة الحوثية في المناصب القيادية الأكاديمية والإدارية داخل الجامعات الواقعة تحت سيطرتها، مقابل إقصاء وفصل العشرات من الأكاديميين والإداريين الرافضين لمشروعها الطائفي.


وبيّنت الدراسة أن جماعة الحوثي عمدت إلى توظيف الجامعات كأدوات لنشر أيديولوجيتها الطائفية، من خلال فرض الدورات الثقافية والعسكرية على أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنظيم الندوات الفكرية التي تمجد شخصيات ورموزًا طائفية، إلى جانب إدخال مقررات دراسية جديدة تخدم فكر الجماعة، ونشر أبحاث أكاديمية في مجلات علمية تكرس هذا التوجه.


كما لفتت الدراسة إلى أن الجماعة وجّهت موضوعات أبحاث الماجستير والدكتوراه نحو قضايا ذات بعد سلالي وطائفي، في محاولة لإضفاء طابع أكاديمي على مشروعها الأيديولوجي، وتحويل الجامعات إلى منصات للتعبئة الفكرية والسياسية بدلاً من كونها مؤسسات للتعليم والبحث العلمي.


منذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في سبتمبر 2014، شهدت المؤسسات التعليمية في اليمن – وفي مقدمتها الجامعات – تحولات عميقة تمس بنيتها الإدارية والمحتوى الأكاديمي والفكري الذي تقدمه. فمع إحكام الجماعة قبضتها على وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية، بدأت عملية ممنهجة لإعادة تشكيل هذه المؤسسات بما يتوافق مع رؤيتها الأيديولوجية، عبر تعيين قيادات موالية في مواقع القرار، وتغيير المناهج والمقررات، وإقصاء الكفاءات العلمية غير المنسجمة مع توجهها.

وخلال السنوات الماضية، تزايدت التحذيرات من تسييس التعليم العالي في مناطق سيطرة الحوثيين، وتحويل الجامعات إلى منابر لتلقين الأفكار الطائفية وإنتاج خطاب تعبوي يخدم مشروع الجماعة.

وتأتي دراسة الدكتور سعيد إسكندر لتوثّق بالأرقام والشواهد هذا التحول الخطير، وتكشف عن حجم التأثير الذي طال بيئة التعليم الجامعي في اليمن خلال عقد من الزمن.






Create Account



Log In Your Account