هل كان سارقا كما اتهموه؟ ..."الحرف28" يكشف الحقيقة الكاملة والتفاصيل المغيبة لدوافع اقتحام الحوثيين لمنزل "العشاري" وقتل زوجته وتعاملهم الخفي مع القضية
الأحد 27 ديسمبر ,2020 الساعة: 09:59 مساءً
خاص

كشف مصدر مقرب من أسرة "العشاري" الحقيقة الكاملة والمغيبة، حول دوافع وأسباب إقدام قوة أمنية حوثية باقتحام منزله أثناء غيابه والاعتداء على زوجته بالضرب المبرح حتى فارقت الحياة. 

وفجر الاثنين الماضي، اقتحمت قوة أمنية تابعة للمليشيا الحوثية، بقيادة المدعو أبو بشار الشبيبي، منزل المواطن محمد مقبل العشاري في غيابه، بمنطقة العدين، وباشروا زوجته، 28 عاماً، بالاعتداء والضرب المبرح قبل ان تفارق الحياة في المستشفى. 

وكانت وزارة الداخلية الحوثية قد قالت في بيان لها يوم أمس، إن محمد العشاري "زوج الضحية" مطلوب في أكثر من جريمة سرقة. 

وقال المصدر في تصريح خاص لـ "الحرف28" إن محمد العشاري زوج الضحية ختام العشاري، لم تكن تهمته الحقيقية السرقة كما اعلن الحوثيون. 

وأضاف أن قيادات الحوثيين بالمحافظة يتهمون العشاري بالعمل مع الجيش الوطني والسلطات الشرعية وأنه اقتحموا منزله فجرا لاعتقادهم أنه متواجد فيه بتلك الساعة. 

وتهمة" العمل مع الشرعية" هي الذريعة الاولى التي تستخدمها المليشيا الحوثية لاعتقال او تصفية او محاكمة كل من يرفض العمل معها او يوافق على مشروعها في اليمن، كما فعلت مع العشاري والكثير من غيرة. 

وأكد المصدر" لم يكن العشاري متواجدا بالمحافظة منذ فترة وكذلك أثناء اقتحام الحوثيين لمنزله وقتلهم لزوجته" 

وأضاف أن العشاري وصل الى منطقته في العدين بإب بعد تلقيه خبر اقتحام المنزل وقتل زوجته. 



وأشار المصدر الى أن العشاري يعاني من حالة نفسية نتيجة تعرضه للتعذيب قبل فترة، لمدة طويلة في سجون الحوثيين قبل ان يفرجوا عنه ويعودوا مؤخرا للبحث عنه.

المصدر ذاته، كشف عن محاولة قيادي حوثي في إب، إرغام والد المتوفية بتصوير مقطع فيديو يعلن فيه أنهم ضد من اسماهم "العدوان" الشرعية والتحالف. 

وأوضح أن القيادي الحوثي زيد احمد المساوى أخذ والد الضحية "ختام" على وجبة غداء في منزله، وعقب الانتهاء من تناول الوجبة أحضر كاميرا وطلب منه أن يصور فيديو يتحدث فيه ان الاسرة ضد العدوان". 

بحسب المصدر، فإن والد الضحية رفض التصوير بطريقة غير مباشرة وعاد الى منزله 

وفي سياق تطورات القضية، أقدمت عناصر حوثية اليوم، على اعتقال امام جامع السنة في العدين الشيخ محمد عبده احمد حسن الهناهي، بسبب اعطاءه سياره اسعاف لنقل المجني عليها ختام العشاري، وفق مصادر محلية تحدثت لـ"الحرف28" 

وأضافت المصادر أن المليشيا نشرت مسلحيها في العدين ومنعت الاهالي من تنفيذ وقفة احتجاجية واجبرت الشهود على تغيير أقوالهم وتوعدت باعتقال كل من يتحدث عن الجريمة. 

ولاقت الحادثة، ردود افعال شعبية ورسمية واسعة، ودفعت بالناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الى اطلاق حملة الكترونية، الليلة، تحت وسم #نكف_ختام_العشاري. 

ودعت الحملة الى إعلان النكف انتصارا لدم ختام العشاري التي قتلتها مليشيا الحوثي الإجرامية في إب ضربا حتى فارقت الحياة أمام أطفالها بعد أن داهمت منزلها.

ووجهت الحملة – في بلاغها - نداء إلى كل يمني حر أصيل بالانتصار لدم #ختام_العشاري، وكرامة وأعراض الشعب اليمني التي دنستها مليشيا الحوثي الإيرانية، من خلال وقف دعم المليشيا والالتحاق بصفوف الجيش والمقاومة ودعمهم بالمال والسلاح لاستعادة اليمن من هذه العصابة الإجرامية الإرهابية التي انتهكت الأرض والعرض، ودمرت كل شيء في هذا البلد، حد تعبير البلاغ.

وأدانت عدة منظمات محلية ودولية ومنها راتيس رادار، الجريمة التي ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق اسرة العشاري.. مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لحماية اليمنيين

وقضية العشاري ليست الاولى، فبشكل متواصل ترتكب المليشيا الحوثية جرائم مماثلة بحق المواطنين بمناطق سيطرتها. 

وكشفت تقارير حقوقية أن الانتهاكات المرتكبة من قبل مسلحي المليشيا الحوثية بحق المواطنين والسكان في إب بلغت خلال ستة أعوام ماضية أكثر من 17 ألف جريمة وانتهاك.

وبحسب هذه التقارير، فقد تنوعت بعض الجرائم ما بين القتل والإصابة والخطف وتفجير المنازل والاعتداء والسطو على ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، وعمليات النهب ومصادرة الحقوق والحريات، وجرائم استخدام المختطفين دروعاً بشرية، وسلسلة من الجرائم والتعسفات المستمرة.

وفي هذا السياق أكدت مصادر حقوقية، وفق الشرق الأوسط، أن سلوك قادة الجماعة الداعمين للفوضى الأمنية قاد إلى تسجيل مئات حوادث القتل والاعتداءات المسلحة على المدنيين إلى جانب سقوط ضحايا آخرين تعرضوا لعمليات اختطاف وسرقة وابتزاز وترويع ومصادرة لحقوقهم وممتلكاتهم. 

وأفاد مصدر أمني متقاعد فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، بأن محافظة إب و20 مديرية تابعة لها لا تزال في ظل سيطرة وحكم الحوثيين تعاني من فوضى أمنية عارمة زادت معها معدلات الجريمة وحوادث القتل اليومية وأعمال النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة، بحسب الشرق الأوسط. 

وينطبق حال محافظة إب على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية منذ ست سنوات. 


Create Account



Log In Your Account