في أول لقاء بينهما...الحكومة تقطع الطريق أمام "الأفكار الجرئية" للمبعوث الأممي الجديد
الأحد 08 أُغسطس ,2021 الساعة: 07:51 مساءً
متابعة خاصة

في أول لقاء رسمي بينها وبين مبعوث الامم المتحدة الجديد الى اليمن، السويدي "هانس غروندبرغ"، جددت الحكومة الشرعية تمسكها بالمرجعيات الثلاث "المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216". 

وكان مصدر مطلع قد تحدث يوم أمس لـ"الجزيرة نت" عن أفكار جديدة يحملها المبعوث الأممي الجديد الى اليمن، والتي صفها ب"الافكار الجرئية"، بينها اختراق المرجعيات الثلاث التي تتمسك بها الحكومة كأساس لأي حل سياسي للازمة اليمنية. 

وأكد رئيس الوزراء معين عبدالملك، خلال لقائه عبر اتصال هاتفي، مع المبعوث الأممي الجديد، أن الحكومة ستقدم كل العون والمساندة لإنجاح مهام المبعوث الأممي وفق مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها محليا والمؤيدة دوليا والمتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار 2216. 

وخلال الاتصال، تبادل رئيس الوزراء مع المبعوث الاممي الجديد الأفكار والرؤى والمنطلقات التي سيتم البدء منها واليات التنسيق والدعم الحكومي للجهود التي سيقوم بها المبعوث الاممي في مختلف الجوانب، بالاستفادة من الدعم الإقليمي والدولي غير المحدود لمهمته لإحلال السلام في اليمن واستئناف العملية السياسية. 

وذكّر رئيس الحكومة، المبعوث الأممي الجديد، بتجارب الحوار السابقة مع مليشيا الحوثي ونقضها المستمر للاتفاقات. 

وطالب رئيس الوزراء بضغط اممي باتجاه تجاوز المراوغات والتسويف من قبل المليشيا وداعميها في طهران لإطالة امد الحرب في اليمن، وتهديد امن واستقرار المنطقة والعالم. 

وأكد ان استمرار التعامل من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بذات الاليات والطريقة لن يؤدي الى تحقيق أي نجاح ما لم تكن هناك وسائل ضغط عملية أكثر فاعلية وقوة.

وأشار رئيس الوزراء الى ان الشعب اليمني لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة الإنسانية في ظل استمرار التعنت والصلف الحوثي في رفض كل الحلول والمبادرات السياسية، وتصعيدها العسكري ضد المدنيين والنازحين واستهداف دول الجوار. 

بدوره، أكد المبعوث الاممي الجديد، انه سيبذل كل الجهود للوصول الى حل للازمة في اليمن واستئناف العملية السياسية. 

ويأتي تأكيد الحكومة للمبعوث الأممي الجديد، تمسكها بالمرجعيات الثلاث، بمثابة قطع الطريق أمام أي مساع او محاولات لفرض حلول خارج إطار تلك المرجعيات. 

وبحسب مصدر مطّلع، فإن السويدي هانز غروندبرغ، مبعوث الامم المتحدة الجديد الى اليمن يحمل أفكارًا جريئة لحل الازمة اليمنية. 

واوضح المصدر في حديث ل"الجزيرة نت" ان هانز غروندبرغ، يحمل أفكارًا جريئة لحل الازمة اليمنية، أبرزها تجاوز القرار الأممي 2216 الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح، كما سيعترف بالحوثيين كطرف مباشر ومسيطر على العاصمة صنعاء خلافًا لاعتبارها جماعة انقلابية، إضافة للتعامل مع أطراف مختلفة بالجانب الآخر بدلًا عن الحكومة اليمنية وحدها. 

حرص غروندبرغ -خلال عمله كسفير للاتحاد الأوروبي إلى اليمن- على حث الحكومة والحوثيين للعودة إلى التفاوض، وتشجيع الأطراف السياسية والعسكرية في تبنّي السلم، وقال في مقال سابق إن إمكانية سلام اليمن ليست خيالًا بعيد المنال، بل فرصة قائمة في الواقع. 

وفي السياق، قال وليد الحريري المدير الإقليمي لمركز صنعاء للدراسات في نيويورك (يمني غير حكومي)، في تصريح لـ"الجزيرة نت"، إن تعيين مبعوث أممي جديد قد يكون لا معنى له إذا لم يصاحبه إرادة سياسية إقليمية ودولية لإنهاء الصراع وغياب أدوات جديدة داعمة له للتعامل مع الحقائق على الأرض، حسبما يرى 

واكد الحريري، أن زيادة احتمالات النجاح لغروندبرغ يمكن أن تكون من خلال تمرير قرار أكثر تحديثًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 بما يعكس الحقائق الحالية والجهات المؤثرة على الأرض، إضافة إلى توسيع دائرة التفاوض لتشمل المجموعات التي تم تجاهلها أو تهميشها في جهود الوساطة الأممية السابقة. 

وأشار إلى أن إطار عمل الأمم المتحدة يحتاج إعادة تصور لإحداث فرق، إذ يفتقر حاليًّا إلى المعرفة المحلية، خصوصًا أن المبعوثين السابقين قصروا جهودهم على التنقل الدبلوماسي بين العواصم والعمل مع أشخاص محددين. 

واختم الحريري بقوله "إذا استمر مبعوث الأمم المتحدة على النهج وأدوات الوساطة الحالية، فلا فرق بين الأمس واليوم وغدًا". 

وجاء تعيين غروندبرغ، خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث، ليكون الشخصية الرابعة التي تتولى تلك المهمة، إذ سبقهما المغربي جمال بن عمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ. وبحسب مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن فإن غروندبرغ يمتلك خبرة أكثر من 15 عامًا من العمل في مجال حلّ النزاعات والتفاوض والوساطة، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط.



Create Account



Log In Your Account