الحاج ناجي، مع كل خبرته بقراءة معالم النجوم ووجه السنين يضرب كفا بكف، قائلا: لم يمض عام فيما مض بهذه الصورة الرثة كما هو حال 2021م، فكل عام يمضي محاطا بالذكريات الجميلة والحزن على فراقه و له وعليه، و يمضي مكرما، يحتفى به على كل حال.
أما عام ٢٠٢١ فقد انسحب حبوا على بطنه ولا حس ولا خبر، لا تحية ولا وداع، ومضى مثخن بالجراح يجر أذياله وفي وجهه خربشات دامية، مطأطئ الرأس، ذاهبا نحو الغروب مستعينا بعكاز قديم، يشكو القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو، يضرب رأسه، يلطم خده ويتمتم بكلمات غير مفهومة مع أن الأعوام دائما تودع بلغة فصيحة بالغالب.
ترى ما هو حال وصورة العام القادم؟
يقول الحاج ناجي: يبدو لي قادما كظل إنسان، ملثم غير واضح الوجه والمعالم في أجواء تلفها العتمة والغيوم والسحب المتماوجة.
يحدق الحاج ناجي أكثر مع أنه حاد البصر و القارئ الخبير بمواسم السنين ومع هذا يقول: لا أرى منه إلا شبحا، لا أدري هل أنسي هو والا جني من الجن، يمشي وسط رياح متلاطمة تحرك سحب وغيوم، يعلم الله وحده هل هي محملة أمزان، يطهر الارض ويغيثها أم برياح حمراء من رياح عاد وقوارع الأقوام البائدة، تلف العالي والواطي.
ويلتفت الحاج ناجي وهو (يبهرر) بعيون تشبه عيون الصقر قائلا لمن حوله: تعبك حسرك واشوف غشاوش واللي يشوف ايش هو وكيف هو يخبرنا...
لكنه يضيف: أنا متفائل.. تفاءلوا خيرا تجدوه ..
الله يجعله خير