المجلس الرئاسي لا مجال لإهدار الفرص
الجمعة 13 مايو ,2022 الساعة: 09:14 مساءً

الفرصة التي أهدرها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، تلوح من جديد أمام الرئيس الحالي الدكتور رشاد محمد العليمي، وبصورة قد تكون أفضل و أثمن.

كل ما هو موجود اليوم من شراكة في السلطة بين الجنوب والشمال، وكل ما هو معلن ومتاح من دعم التحالف والمجتمع الدولي، وكل ما هو موجود من التفاف حزبي وسياسي خلف فخامة الرئيس، وكل ما هو موجود من ترحيب وتفاؤل وآمال عريضة لدى الشعب اليمني، كل هذا وغيره هو بمثابة فرص وأوراق مهمة، وعوامل مساعدة على النجاح، تحتاج لاستغلال ذكي وحقيقي، وتوظيف قادر على تحويل الفرص إلى قصص نجاح ملهمة ومفيدة، والعبرة في النتائج.

الكل يتابع تحركات المجلس الرئاسي بما فيهم الشعب بكل فئاته وتوجهاته، والكل يريد أن يقيس مدى نجاحه من عدمه خلال مدة معينة قد تصل إلى ستة أشهر أو أكثر أو أقل من خلالها يمكن قياس مدى النجاح والانجاز، وهذا النجاح سيأتي من خلال أولويات المجلس واهتماماته ..ما هي الأولويات المهمة التي سيشتغل عليها ..ما نوع القرارات التي سيصدرها ما أهميتها ومضمونها وجدواها وفائدتها ..كيف سيتعامل مع الأزمات والمشكلات الكثيرة والتركة الثقيلة.. أمور عدة بامكانها أن تكشف عن هوية المجلس واهتماماته وأولوياته ومدى نجاحه من عدمه مع مرور الأيام.

سيتحمل التحالف العربي جزء كبير من المسؤولية عن نجاح المجلس الرئاسي كونه المخرج الذي أراد للمجلس أن يخرج بهذا الشكل والصورة، والذي أراد له أن يلعب الدور السياسي المأمول الذي يؤدي الى تحقيق السلام في اليمن وإنهاء الحرب أما بالحوار أو بمواصلة المعركة. 

وهناك أيضًا مسؤوليات أخرى تتعلق بالملف الاقتصادي، فالتحالف مسؤول عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي تعيشها المناطق المحررة، بالإضافة إلى تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض الرامي إلى توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتوحيد هدف المعركة ضد الإرهاب والمليشيات. 

ويمكن القول أنه ليس من اللائق أن يظل المجلس الرئاسي مكتوف الأيدي غير قادر على تحريك المياة الراكدة، بل عليه العمل وفق الفرص المتاحة التي توفرها مؤسسات الدولة، ووفق الإيرادات والموارد التي تصل للبنك المركزي، وذلك لتوسيع رقعة نشاطه للحصول على نتائج إيجابية تساعد على توفير قدر أكبر من الموارد المهدرة، وتوريد كافة الإيرادات المالية من المحافظات والضرائب والنفط والغاز والجمارك وغيرها للبنك المركزي، حتى لا يظل ينتظر ما يأتي من الخارج دون حراك، كما فعلت القيادة السابقة للدولة، والحكومة، التي استسلمت وعبثت فادخلت البلد مأزق خطير. 

إن القرارات التي سيصدرها المجلس الرئاسي ستكون مصدر تقييم ومتابعة كافة المراقبين والمهتمين، ومن خلالها سيفهم توجه المجلس وماذا يريد أن يفعل؟.
لقد كان قرار تعيين الدكتور يحيى الشعيبي مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية أكثر من موفق، وعلى المجلس الرئاسي أن ينقب عن رجال الدولة، والطاقات الشبابية المبدعة، ومنحها الفرصة لخدمة بلدها دون تحيز سياسي أو حزبي أو مناطقي، بل وفق شروط ومعايير، وقدرات وإمكانات ذاتية ومنفتحة. 

لقد لعبت المملكة دورًا كبيرًا في مساعدة اليمن، وصبرت كثيرا على القيادة السابقة التي أهدرت كافة الفرص المتاحة، والذهبية، لإخراج اليمن من أزماته المركبة، حتى حان الوقت للتغيير ولإيجاد حامل سياسي جديد لليمن، وفق شروط المرحلة، وكان للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والسفير محمد آل جابر الدور الأكبر في التقريب بين الاخوة اليمنيين، وإنتاج المجلس الرئاسي الذي يظم الجميع، وفق شروط وطنية، لاتقبل سوى النجاح على كافة المستويات والجبهات. 

إن إهدار الفرص مرفوض هذه المرة، فالبلد تعاني، والشعب يعاني كثيرا من الجوع والفقر والتشرد والنزوح، فالأمل يبدو كبيرا في الدكتور رشاد العليمي ورفاقه في عضوية المجلس، وفي كل الفريق الذي سيختاره للعمل معه، نريده أن يكون مجلسا متوافقا، ومتفاهما، ومنسجما، ومركزا على الأولويات المهمة لاستعادة الدولة وهيبتها في وجدان الناس، وعلى أرض الواقع. 

وهذه الفرص المتاحة والعديدة، توفر أيضاً مسار جديد لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية،ومن خلالها إعادة صياغة عقد جديد لليمن، بجنوبه وشماله، في شكل دولة اتحادية جديدة، علينا أن نبرز معالمها، وأعلامها، وأن نناضل من أجلها، ومن أجل مضمون جديد للدولة أيضا في صورة مدنية وعصرية، تلبي تظلعات كافة اليمنيين في العدالة والمساواة والمواطنة والحرية. 

وأخيرا علينا أن نركز وأن نستفيد من الأخطاء السابقة ونمنع تكرارها، وأن لا نسرف في اهدار الفرص كما أهدرت من سابق، وأن نركز في اختيار الحكومة وأعضاءها وكافة موظفي الدولة، فالدولة ليست بحاجة للمسافرين والعايشين في الخارج، ولا للفاشلين والفاسدين، بل هي بحاجة لمن يعمل من الداخل، ومن لديه قدر عالية من الثقة، والأمانة، والنزاهة.


Create Account



Log In Your Account