الأحد 14 أُغسطس ,2022 الساعة: 03:55 مساءً
عاشت غزة ومدن الضفة المحتلة ، لثلاثة أيام متواصلة تحت القصف الأسرائيلي الهمجي البربري ، والذي لم يكن له ، أن يراعي مله ، ولا قانوناً إنسانياً ، ولا مواثيق دولية سوى تنفيذ مخططاته الإجرامية القذرة ، ضد شعب فلسطين ، وأبنائه الميامين ، والذين يواجهون يومياً ذلك الغاصب لأرضهم منذ العام ٤٨م وحتى الآن.
ورغم تلك الهجمة الشرسة ضد أبناء فلسطين ، سواءً في غزة ، أو بقية المدن الفلسطينية الأخرى ، بحجة ضرب ، أو تصفية حركة الجهاد الإسلامي ، وعزله عن بقية فصائل المقاومة ، إلاّ أن تلك الأعمال والأساليب الصهيونية باءت بالفشل .
بل لقد كان لكل فصائل المقاومة الفلسطينية ، أن وحدت الصفوف ، والرد السريع على ذلك العدوان الغاشم ، والذي أدى آنئذ إلى تدمير العديد من المنازل السكنية ، وسقوطها على رؤوس ساكنيها من المدنيين الأبرياء ، أكان منهم ، من الرجال ، أو النساء ، أو الأطفال ، حيث تسبب ذلك القصف بإستشهاد أكثر من ٤٤ شهيداً بينهم ١٥ طفلاً ، وكذا أكثر من ٣٤٥ جريحاً ، البعض منهم إصابتهم خطيراً ، بينما العالم يتفرج على تلك الجرائم والمجازر الوحشية ، ودون أن يحرك ساكناً ، لماذا ..؟لأن هؤلاء عرب ، مسلمون ، وليسوا يهوداً ، أو أرثوذكس ، أو أقلية أثنية بوذية ، وأنا لا أقصد هنا ، طوائف بعينها ، وإنما القصد من هذا ، هو أن العالم الآخر ، ومن ذلك الأمم المتحدة ، ومنظماته الحقوقية ، والإنسانية ، وكذا مجلس الأمن الدولي ، والذي دائماً ما تقوم الولايات المتحدة الأميركية ، بإتخاذ حق الفيتو ، ضد أي قرار يتخذ ضد العدو الإسرائيلي .
ولا يخفى هنا ، ما أكثر تلك القرارات الدولية ، التي أتخذت ضد ذلك الكيان الصهيوني ، ولكن للأسف سرعان ما تتبخر تلك القرارات ، وتذهب في مهب الريح ، أو تروح أدراج المكاتب ، أو توضع على الرفوف ، ولم يتم تنفيذها ، لإن هنالك من يدافع عن هذا العدو الغاصب لأرض فلسطين ، ويعتدي على مقدساته الإسلامية ، والمسيحية ، ودون أن تتخذ أية خطوات عملية لمواجهة ذلك العدو .
وعودة إلى بدء ، أقول : ها نحن نرى ما يجري اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، من عدوان عنصري ، وفاشيستي ، يرتكب في حق أبناء فلسطين ، ومقاومته الباسلة ، دون أن تكون هنالك صيحات أو مواقف إيجابية من قبل الدول العربية ، ومنها على الأقل الجامعة العربية ، وكذا منظمة المؤتمر الإسلامي ، ولو من باب المجاملة ، ولكن للأسف لا حياء لمن تنادي .
ناهيك عن النظم العربية ، البعض منها مطبعة ، وبعضها مستسلمة لقدرها ، لا تستطيع أن تتفوه بكلمة ، والآخر منها منكسر جناحيها ، وهناك البعض من لازال يقاوم ، ويقف إلى جانب القضية الفلسطينية ، وكذا محور المقاومة بالمنطقة ، إذاً . المسألة ، بحاجة إلى وقفة جادة ، وعملية تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لأن العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة ( السلاح ) وهذه هي المعادلة ، أمام هذا العدو ، المدعوم أمريكاً ، وبريطانياً ، ناهيك عن اللوبي الصهيوني في العالم ، فضلاً عن نظم الخنوع والإستسلام والتطبيع بالمنطقة ، وبالتالي فإن أمراً كهذا ، هو ما يتطلب من كافة القوى الخيرة في العالم ، ومنها الشعوب العربية ، وأحزابه ومنظماته المدنية ، من الوقوف بحزم وتفانٍ إلى جانب الشعب الفلسطيني ، وفصائله الوطنية والإسلامية حتى التحرير والنصر ، لشعب فلسطين ، وإستعادة أرضه ومقدساته ، الإسلامية والمسيحية ، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الفلسطيني ، وعاصمتها القدس الشريف .
وإنها لثورة حتى النصر .