الأربعاء 28 سبتمبر ,2022 الساعة: 04:14 مساءً
مساء الخير وأنت تقاوم غطرسة شيخ التُرب وجبروت الفندم الضعيف الذي ظن أنك الصيد الأسهل ليسجل عليك انتصاره!
مساء الخير أيها المسجون بلا تهمة، والمتهم بلا جريمة، والمدان حتى وإن ثبتت براءته!
مساء الخير أيها المدفعي العتيد الذي جعل من المدفع العجوز، مدفعاً لا تخيب قذيفته، وسلاحاً ينكل بالانقلابيين..
أتساءل يا برهان..
هل لا زال هذا المدفع يتذكرك يا صديقي؟!
هل لا يزال يتذكر ذلك الرجل الذي كان يقف خلفه برأسه الأبيض ويسكب الضوء على جبهات الصلو والكدحة من فوهتك؟!
أم تنكر كما تنكر القادة الذين عرفوك وعرفوا شجاعتك وبسالتك في الجبهات ولم يحركوا من أجلك ولما تتعرض له من تعسف وظلم من قبل الفندم الضعيف والشيخ المتجعشن الأخير؟!
أعتقد أن المدفع العجوز لا يزال يتذكرك، وكيف لا يتذكرك وأنت من أعاد له الروح وأعاده للخدمة.
يتذكرك ولكنه لا يستطيع أن يمد لك يد المساعدة، فلو كان يستطيع ما كان ليقف مكتوف الفوهة متفرجا لما تتعرض له من تنكيل!
حتى اصدقائك الإعلاميين يا برهان، حتى الآن لم يحركوا ساكنا وأنت زميلهم وصديقهم، والإنسان الذي لا يمكن أن يترك أحدا منهم إذا تعرض لما تتعرض له، ربما لأنك لا ترتدي السروال الجينز ولا الجرم الأحمر بنص كم..
هؤلاء الإعلاميين والصحفيين يهشتجون ويعلنون الحملات الإعلامية في المواقع الإخبارية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعلون مع قضايا حتى في موزمبيق إلا أنت يا صديقي..
ربما الآن وأنت تجلس في زاوية من سجنك، تتذكر وجوه الإعلاميين اصدقائك، والقادة العسكريين والمدنيين من معارفك، وتشعر بالخذلان والقهر وأن ذلك الاحتفاء الذي كنت تقابل به منهم لم يكن سوى نفاقا وسرابا لم تجده شيئا في محنتك هذه. وأنت لا تريد منهم سوى الكلمة والموقف والضغط على الخاطفين ليطلقوا سراحك، لأنه لا يجوز لرجل مثلك أن يبقى في السجن تعسفا بإجراءات باطلة منذ الاختطاف والإخفاء التعسفي ثم الترحيل إلى السجن المركزي.
كان يجب على الجميع أن يتفاعل مع قضيتك وتصعيدها إعلاميا وحقوقيا، وأن يشكلوا فريقا من المحامين والحقوقيين للدفاع عنك وأن يسألوا مدير الأمن على ماذا استند في الإجراءات الغير قانونية عندما أمر قائد حراسته باختطافك ورميك في سجن إدارة أمن المحافظة ستة عشر يوماً مانعًا عنك الزيارة ومقابلة محاميك!
كان عليهم أن يفعلوا من أجلك الكثير والكثير، ليس لأنك برهان الصهيبي المناضل والصديق بل لأنك برهان الصهيبي الإنسان.