السبت 06 أبريل ,2024 الساعة: 02:03 صباحاً
استقرت الدولة الإسلامية، ويقوى عودها، باهتمام المسلمين بازدهارها الاقتصادي، وبناء مدن تجارية جاذبة للمال العالمي ، تحويل الفقه المالي الإسلامي إلى منظومة قانونية تحكم الحركة الاقتصادية، أجبر رأس المال من الذهب والفضة على الخروج من الخزائن، لتهتز جسد الدولة به من خلال الضرائب والزكاوات ، ولم ينس هذا الاستقرار الجانب الأخلاقي، الذي تفقده حضارة اليوم.
ساهم المال بتأسيس مجتمعات معقدة، تزخر بالرفاهية الاقتصادية، قادرة على امتصاص الضربات العسكرية والهزات السياسية، لامتلاكها بنى قوية قادرة على تعويض الخسائر وتجديد نقاط ضعفها.
لا يمكن أن يكون الموروث الضخم الذي تركته هذه الحضارة قائمًا دون وعي بالحركة بالمرونة بالدور السياسي للحاكم في ادارة التنوع المجتمعي والفكري ، و الاقتصادية العالمية.
هل سألنا أنفسنا يوماً ، كيف حدث الرخاء الاقتصادي أيام عمر بن الخطاب، وتم التعبير عن الرفاه الاقتصادي ، وفائض الموازنة العامة ، من خلال المنادي أيام عمر بن عبد العزيز ، بحثاً الشباب الراغب في الزواج ، أو المعسر لقضاء دينه؟ وكيف توفرت الموازنة الاستثمارية لبناء المستشفيات ، والملاحي ، ونزل السفر ، و دور الحيوانات و اربطة العلم ، وجهزت الأساطيل الحربية و القصور و دور الترجمة و التأليف؟هل توفر المال ، وتحققت الرفاهية المجتمعية من خلال تكايا الدروشة ، والانزواء للعبادات ، أم بدولة تنظم الحركة الاقتصادية ، وتمارس اضبط التجارة والمالية العامة لتصل الي همها الرفاه العام ، حيث شكل الاقتصاد ، ومؤسساته ، التي غابت عن مناهجنا ، ومساجدنا ، أولوية للتوسع والاستقرار.
وفي المفاصل التاريخية ، التي مازال الضمير الاسلامي يحتفظ بها ، كصورة من صور العزة ، كان للمال دورا حاسماً فيها ، فمثلاً هل استعيدت القدس بجند من السماء ؟ أم أسس صلاح الدين ومن قبله زنكي ، و قطز دولًا لها جيوشها وقوتها الاقتصادية الي جانب عوامل الفكر والتعليم دوراً حاسماً فيها .
بل لماذا أتى الغربي إلى الشرق؟ هل من أجل الكنيسة أو الدير؟ ولماذا اليوم جاثمون فوق رؤوسنا ، اليس فشلنا الاقتصادي ساهم في حالة الذل ، وخلق حالة من الاذلال بدت واضحة في جيل يبحث عن الجنة عن في اوربا التي تنهب خيراته ، او طريق الدروشة والبكاء.
معركتنا اليوم مع الاستبداد السياسي، مدخل لاستعادة البوصلة، الكرامة الإنسانية، بناء الإنسان وتصحيح عالم أفكاره، إنسان منتج، يضيف للحضارة العالمية في الطب والفلك وغيرها كما فعل أسلافه ، تأسيس عقد اجتماعي جديد، تصبح مواردنا قوة لنا، وخيرًا للشعب وللعالم.
برزت الحركات الاجتماعية والفكرية، بل وحركات التمرد، نتاجًا للتطور وعدم القدرة على التفرقة بين احتياجات الدولة ونمطها في ظل الانفتاح على حضارات العالم، وبين الواجبات التي يجب أن تقوم بها الدولة ، فكرة النقاء الإيماني والوعظ الفردي الأناني، للوصول إلى فكرة الخلاص، خلق حالة ارتباك كبير في المجتمع المسلم.
بل وانتقل مع اشتداد الصراع إلى نوع من التراتبية التنظيمية، ذات التطرف السري، تدور حول زعيم خفي، وخرافات تظنن لهم الولاء والبقاء، بشقيها الشيعية والسنية المتطرفة التي مازلنا نعاني منها حتى اليوم .
مهمة ضبط أولوية المسلم الحضارية، تقتضي ضبط عالم الأفكار، التي تزاوج بين الإنسان الإيماني المنتج، وبين محيطه العالمي والإنتاجي، حيث لا يمكن الانسجام بين الأفكار المثالية، والسلبية الإيمانية، أو التدين الاتكالي على الغير في حاجياتنا.
الإبداع اليوم تحويل علوم العصر إلى مادة بسيطة للتعريف بحقوق الناس، وتوجيههم نحو مجالات الفعل المنتج .
تغذية المعارك اليوم بالمقارنة بين الصالح والطالح لن تخدم أحدًا، باختصار يجب أن يكون الإنسان محور الفعل والحكم، الوقوف في صفة، والانتصار لحقوقه المتعلقة بالمواطنة والكرامة، وتقييم وبقية المؤسسات بما فيها الرئاسة تدور حول تحقيق هذا الهدف.
اليوم تغيرت المقاربة والمقارنة ، الانتصار للكرامة وفق معييار اخلاقي عالمي ، هو الجوهر ، كشف الفساد والياته ، الاستبداد ووسائلة ، الظلم والانحطاط، ماذا يعني الزهد ، والثقة ، وكثرت العبادات ، مع خلال في التصور ، افضل ان يقدم شبابنا موضوعات عن العقد الاجتماعي ، الدولة الدستورية ، الحقوق السياسية والاقتصادية ، الفساد وخطورته، معييار المواطن ومفهوم المواطنه ، اما الوعظ من خلف شاشات ملونه وديكون انيق ، وصوت وخيم ، بملابس مكوية ، اتمني ان لا نكرر نماذج الكثير من الوعاظ الذين اختفوا تحت كنف الظلمة