لماذا تتمسك إيران بدعم الحوثيين رغم الضغط الدولي؟
الأحد 27 يوليو ,2025 الساعة: 08:47 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة


 
رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية المتكررة، تواصل مليشيا الحوثي شنّ هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف في البحر الأحمر وإسرائيل، لتؤكد حضورها كأداة هجومية متقدمة ضمن المشروع الإيراني في المنطقة، وفقاً لتحليلات باحثين وخبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

ويرى مراقبون أن طهران، التي تواجه تراجعاً لنفوذها في سوريا ولبنان والعراق، وجدت في الحوثيين بديلاً استراتيجياً منخفض التكلفة، بفضل سيطرتهم على مساحات واسعة وموقعهم المطل على باب المندب. ويؤكد الإعلامي صالح البيضاني أن إيران ترى في الحوثيين «ذراعاً عسكرية متحركة لخدمة أجندتها»، وفق صحيفة الشرق الاوسط.

وفي حين تستثمر الجماعة هجماتها ضد إسرائيل لتعزيز مشروعها الانقلابي في اليمن، تصف الحكومة اليمنية الحوثيين بأنهم أداة ابتزاز إقليمي تستخدمها طهران في مفاوضاتها مع الغرب حول الملف النووي ورفع العقوبات، مستفيدة من عمليات تهريب أسلحة متطورة تشمل صواريخ ورادارات وطائرات مسيرة.

ويقول الباحث محمود شحرة إن الحوثيين «الأكثر مغامرة بين وكلاء إيران» ولا تقيّدهم حسابات دبلوماسية، بل يمثلون هجوماً مباشراً بالنيابة. أما الباحث فارس البيل، فيرى أن اليمن تحوّل إلى «ساحة اختبار» للسلاح الإيراني.

ورغم حملة جوية تقودها واشنطن وتل أبيب، لا تزال قدرات الحوثيين قائمة، بفضل تضاريس معقدة وتنظيم مغلق، وسط صعوبات استخباراتية تعيق عمليات الاستهداف.

ومع ارتفاع عدد الهجمات التي تبنتها الجماعة إلى أكثر من 1600 منذ أكتوبر الماضي، تؤكد الحكومة اليمنية أن تحجيم الحوثيين لن يتم بالغارات فقط، بل عبر عملية عسكرية شاملة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

وبحسب الخبراء، فإن إيران لن تتخلى عن الحوثيين قريباً، بل تعزز دعمها لهم، وتنقل مركز ثقلها الإقليمي جنوباً، حيث توفر الجماعة لها موقعاً استراتيجياً وقدرة على تهديد الملاحة الدولية دون كلفة بشرية مباشرة.



Create Account



Log In Your Account