أشلاء في الزاوية المعتمة... تحقيق استقصائي يكشف تفاصيل مذبحة العرسوم في تعز
الخميس 31 يوليو ,2025 الساعة: 09:20 مساءً



كشفت منظمة "سام" للحقوق والحريات، في تحقيق استقصائي، تفاصيل جديدة حول مقتل خمسة أطفال في حي العرسوم شمال مدينة تعز، الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، يوم 11 يوليو الجاري، مشيرة إلى تناقضات جوهرية في رواية الجماعة بشأن الحادثة، ومرجّحة أن يكون الأطفال قد قُتلوا بانفجار عبوة أرضية أو مقذوف غير منفجر، وليس بقذيفة هاون كما ادعى الحوثيون.

وبحسب التحقيق الذي اعتمد على تحليل مقاطع مصورة وشهادات سكان محليين، وقع الانفجار عند الساعة السادسة والنصف مساءً، بينما كان الأطفال يلعبون في أحد أزقة الحي، ما أدى إلى مقتلهم جميعًا. وقد تم التعرف على الضحايا وهم: أسامة أبو بكر (12 عامًا)، مبارك ياسر الشرعبي (14 عامًا)، بشير أكرم الفضلي (13 عامًا)، أنس جواد محمد صالح (14 عامًا)، وأحمد علي العتمي (12 عامًا).

ورغم أن الحوثيين أعلنوا لاحقًا أن الأطفال قُتلوا جراء قذيفة هاون أطلقتها القوات الحكومية من منطقة عصيفرة، فإن تحقيق "سام" أشار إلى أن الإصابات الجسدية التي لحقت بالضحايا، والتي تركزت في الأطراف السفلية، توحي بانفجار ناتج عن عبوة أو مقذوف كان على الأرض أو مدفونًا، وليس ناتجًا عن قذيفة هاون تُطلق من مسافة.

ولفت التحقيق إلى أن صور الحادثة الأولية لم تُظهر حفرة أو أثرًا واضحًا لقذيفة، بينما ظهرت لاحقًا حفرة في صور أخرى بعد ساعات، وهو ما يعزز الشكوك حول العبث بمسرح الجريمة. كما أشار إلى تأخر الإعلام الحوثي في نشر التفاصيل، إذ لم يتم الإعلان عن الحادثة إلا بعد ساعتين، ما يعزز فرضية أن الرواية الرسمية خضعت للتحضير والتعديل.

ووفقًا للتحقيق، فإن الشهادات التي بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، احتوت على تفاصيل تقنية متقدمة حول اتجاه القذيفة ومصدرها المفترض، ما يثير تساؤلات حول مدى صدقيتها، إذ لا يمكن لمواطنين عاديين، وفي ظروف انفجار مفاجئ، تحديد هذه التفاصيل من تلقاء أنفسهم.

وقالت "سام" في تحقيقها إن الحادثة تندرج ضمن سلسلة من الانفجارات التي أودت بحياة أطفال في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة مقذوفات غير منفجرة أو ألغام، مشيرة إلى أن الجماعة دأبت على اتهام أطراف أخرى في مثل هذه الحوادث، دون أدلة قاطعة.

ودعت المنظمة إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة، محايدة ومهنية، لفحص موقع الانفجار وجمع الأدلة الجنائية، مؤكدة أن استغلال مأساة الأطفال لأغراض سياسية يُعدّ خيانة لدمائهم وانتهاكًا لحق ذويهم في معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة.

ويعيد هذا التحقيق تسليط الضوء على المخاطر التي تحيط بحياة الأطفال في مناطق النزاع، وعلى الحاجة الملحة لإزالة مخلفات الحرب، ومساءلة الجهات التي تزرع الموت في الأحياء السكنية ثم تسوق روايات إعلامية مضللة للتغطية على مسؤوليتها.



Create Account



Log In Your Account