الجمعة 01 أُغسطس ,2025 الساعة: 07:15 مساءً
أطلق مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، التابع للحكومة الشرعية، فهمي الزبيري، تحذيرًا شديد اللهجة من تصاعد انتشار المخدرات بشكل ممنهج في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي، واصفًا ما يجري بـ"الكارثة الصامتة" التي تهدد المجتمع اليمني من الداخل.
وفي بث مباشر عبر صفحته على فيسبوك، قال الزبيري إن مليشيا الحوثي "تُغرق صنعاء اليوم بالمخدرات في عملية متعمدة تستهدف تدمير وعي المجتمع ونسيجه الأخلاقي والاجتماعي، وتحويله إلى مجتمع مدمن منزوع الإرادة".
وأضاف أن الجماعة لا تكتفي بتهريب المخدرات، بل تُشرف بشكل مباشر على شبكات تجارة ضخمة تدرّ عليها ملايين الدولارات، تُستخدم لتمويل حربها وإثراء قياداتها، مؤكدًا أن انتشار هذه الآفة ارتبط بارتفاع معدلات العنف الأسري وجرائم قتل الأقارب، فضلاً عن حالات تجنيد الأطفال بعد إجبارهم على تعاطي المواد المخدرة قبل الزج بهم في جبهات القتال.
وأشار الزبيري إلى معلومات موثوقة تؤكد وجود مصانع لإنتاج المواد المخدرة داخل مناطق سيطرة الحوثيين، تُستخدم لإغراق اليمن والمنطقة بسموم قاتلة مثل "الكبتاجون"، محذرًا من أن "الخطر لم يعد محصورًا في الداخل اليمني بل بات يتجاوز الحدود نحو دول الجوار".
ووصف الزبيري هذه الممارسات بأنها "انتهاك صارخ للقيم الدينية والقوانين الدولية", داعيًا العلماء والنخب والمجتمع بأسره إلى التحرك العاجل لإطلاق حملات توعية موسعة، خصوصًا في المناطق التي تخضع لسيطرة الجماعة.
واختتم بالقول: "الحوثيون لم يكتفوا بقتل اليمنيين بالرصاص، بل باتوا يقتلونهم ببطء عبر المخدرات، في محاولة لكسر إرادة المقاومة وتفكيك المجتمع من الداخل".
وخلال السنوات الأخيرة، تزايدت الأدلة والشهادات على تورط مليشيا الحوثي في تجارة المخدرات، ليس فقط كمصدر تمويل للحرب، بل كأداة للسيطرة المجتمعية والتفكك الأخلاقي.
وتؤكد تقارير محلية ودولية، بما في ذلك تقارير فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، أن المخدرات باتت جزءًا من اقتصاد الحرب الذي تبنيه الجماعة.
أشار تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن بشأن اليمن، إلى وجود شبكات تهريب وتوزيع للمخدرات تنشط في مناطق سيطرة الحوثيين، وتحديدًا في صعدة وصنعاء، حيث تُستخدم تلك الشبكات في تمويل العمليات القتالية للجماعة.
كما كشف التقرير عن تورط أفراد مقربين من القيادات الحوثية في إدارة تلك الشبكات، وربط بعض الأنشطة بعائدات مالية كبيرة يتم غسلها عبر شركات تجارية وهمية أو عبر نظام الصرافة غير المنظم.
ووفقًا للتقرير، فإن تهريب الكبتاجون والحشيش عبر الحدود الشمالية لليمن بات يمثل مصدر قلق إقليمي، خصوصًا مع ضبط شحنات كبيرة متجهة نحو السعودية ودول الخليج، وهو ما يشير إلى دور نشط للجماعة في تجارة المخدرات العابر للحدود.