السبت 06 سبتمبر ,2025 الساعة: 10:46 صباحاً
كشف خبير الآثار اليمني عبدالله محسن، ان السلطات اليمنية، تمكنت من استعادة تمثال ملك قتبان "شهر هلال" و15 تمثالاً ولوحاً جنائزياً من فرنسا، بعد خمس سنوات من المتابعات والتحقيقات والإجراءات القضائية بالتعاون مع السلطات الفرنسية.
ونقل محسن عن سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو، الدكتور محمد جميح، أن القطع الأثرية أُعيدت إلى ملكية الحكومة اليمنية، وتم وضعها في مكان آمن بالعاصمة باريس بناءً على طلب رسمي، إلى حين استقرار الأوضاع في اليمن أو اتخاذ قرار بنقلها إلى الداخل.
وتعود بداية القضية إلى يناير 2020، عندما عثرت الشرطة الفرنسية، خلال تفتيش روتيني بضواحي باريس، على تمثال ملك قتبان وعدد من القطع الأثرية اليمنية في مستودع بضائع. وتم التواصل فوراً مع مركز مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية في وزارة الداخلية الفرنسية، الذي تحقق من أصالتها، ثم خاطب السفارة اليمنية في باريس لتقديم الأدلة التي تثبت ملكية اليمن لهذه المجموعة.
وبعد سلسلة من الإجراءات القانونية والاجتماعات بين الجانبين اليمني والفرنسي، أبرزها اجتماع عقد في باريس في مارس 2023، تم تقديم تقارير متخصصة من علماء آثار بارزين، أكدت أصالة القطع وأحقيّة اليمن باستعادتها.
وحسب محسن، تنتمي القطع الأثرية المستعادة إلى مملكتي قتبان ومعين، وتضم لوحات جنائزية وتماثيل مرمرية تعود للفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهي جزء من مجموعة أكبر جمعها الفرنسي من أصول إيطالية فرانسوا أنتونوفيتش، الذي يمتلك أكثر من 100 قطعة أثرية يمنية.
وأثار ضبط هذه المجموعة تساؤلات حول كيفية انتقالها من متاحف أوروبية، بينها متحف المعهد الشرقي للكتاب المقدس في ليون، إلى مستودعات تجارية، في ظل غياب الإفصاح الرسمي عن مصادرها، وهو ما يعكس حجم التحديات المرتبطة بتهريب الموروث الثقافي اليمني.
ودعا خبير الآثار عبدالله محسن، الذي كشف تفاصيل القضية، إلى وضع استراتيجيات جديدة للحد من تهريب الآثار، مشيراً إلى أن عمليات النهب والاتجار بالقطع الأثرية تتم أمام مرأى المجتمع وأجهزة الدولة، وأن بعض المهربين وصلوا إلى حد التواصل مع علماء آثار دوليين للتسويق لقطع يمنية، ما يحتم على الحكومة والمجتمع تعزيز الوعي وحماية هذا الإرث التاريخي الفريد.