الجمعة 12 سبتمبر ,2025 الساعة: 05:39 مساءً
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير حديث، إن الأطراف المتحاربة في اليمن، بما فيها الحوثيون والمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، ارتكبت انتهاكات واسعة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، شملت الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، إضافة إلى الاستيلاء على مؤسسات إعلامية وعرقلة عمل الصحافة.
وأوضح التقرير، الصادر في 51 صفحة تحت عنوان "نتقرب إلى الله بتعذيب الصحفيين"، أن هذه الانتهاكات الممنهجة أدت إلى تقويض حرية التعبير ودفع العديد من الصحفيين إلى مغادرة البلاد أو تقليص تغطيتهم الإخبارية خوفاً من الاستهداف.
وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في المنظمة، إن "الهجمات المتكررة على الصحفيين تقوّض بشكل خطير حرية التعبير في اليمن، وعلى السلطات التركيز على تلبية احتياجات الناس بدلاً من إسكات الإعلاميين".
وبحسب المنظمة، وثّقت التحقيقات 14 حالة انتهاك منذ أواخر 2023، بينها احتجاز خمسة صحفيين تعسفياً من قبل الحوثيين والمجلس الانتقالي، فيما أكد صحفيون مفرج عنهم أنهم تعرضوا لتعذيب شديد في السجون. ونقل التقرير عن أحد مسؤولي سجون الحوثيين قوله لأحد الصحفيين: "نتقرّب إلى الله بتعذيب الصحفيين".
كما أشار التقرير إلى أن السلطات في مختلف مناطق اليمن تمارس الرقابة والملاحقة بحق الصحفيين لمجرد منشورات على وسائل التواصل، في حين تعرضت مؤسسات إعلامية كبرى مثل وكالة سبأ وصوت اليمن ويمن لايف للإغلاق أو المصادرة.
ودعت هيومن رايتس ووتش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إدانة هذه الانتهاكات في دورته الـ60 المقبلة، وحثت على الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين تعسفاً، ومطالبة المقررين الأمميين بزيارة اليمن لتوثيق الانتهاكات.
وأكدت المنظمة أن على المجتمع الدولي إنهاء تقاعسه ومحاسبة جميع الأطراف المتورطة، مشددة على أن حرية الصحافة في اليمن باتت في أضيق حالاتها منذ اندلاع الحرب قبل 11 عاماً.