الخميس 25 سبتمبر ,2025 الساعة: 08:22 مساءً
دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، المجتمع الدولي إلى تشكيل تحالف دولي فعال يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن، ويعزز مؤسسات الدولة، ويحررها من نفوذ المليشيات والجماعات الإرهابية، خلال كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن الوقت قد حان لـ”إطلاق تحالف دولي يواجه الإرهاب، ويعيد بناء الدولة الوطنية، ويؤمن المنطقة والعالم من خطر عابر للحدود”، مشددًا على أن “السلام لا يُستجدى بل يُفرض بالقوة”.
واعتبر أن سياسة “إدارة الصراع” خلال السنوات الماضية لم تثمر إلا مزيد الدمار، فيما منحت سياسة الاحتواء الحوثيين فرصة لتعزيز ترسانتهم.
وفي جلسة حوارية على هامش اجتماعات الجمعية العامة، أكد العليمي أن المرحلة الراهنة تتطلب تغييراً جذرياً في النهج الدولي المتبع مع الحوثيين، والانتقال من سياسات إدارة الصراع واحتواء الجماعة إلى مرحلة "القوة من أجل السلام".
وأشار الرئيس إلى أن سياسات الاسترضاء والاحتواء السابقة فشلت في ردع الحوثيين، بل ساهمت في تمكينهم من تعزيز ترسانتهم العسكرية وتوسيع نفوذهم، رغم القرب الجغرافي للقوات الحكومية من موانئ استراتيجية مثل الحديدة.
وأضاف أن الجماعة تمثل ذراعاً متقدماً للنظام الإيراني في المنطقة، وأن تهديداتها تتجاوز اليمن لتشمل أمن الممرات البحرية والطاقة العالمي، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة والزوارق المفخخة والألغام البحرية.
وأوضح العليمي أن استمرار هذه السياسات يقوض الثقة في المؤسسات متعددة الأطراف ويغذي سرديات الفوضى التي تستفيد منها الجماعات المتطرفة، ويهدد استقرار المنطقة.
وأكد أن اليمن لم يعد قضية داخلية فحسب، بل اختبار لمصداقية النظام الدولي وقدرته على فرض القانون، وإثبات أن قوة الحق قادرة على مواجهة "حق القوة".
وعلى الصعيد القومي، جدد الرئيس دعم اليمن للسلطة الوطنية الفلسطينية وحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتطرق العليمي، في كلمته بالجمعية العامة والجلسة الحوارية إلى الأزمة الإنسانية الحادة في البلاد، مشيراً إلى أن الهجمات على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري، بالإضافة إلى الحرب المستمرة، أدت إلى أن يعيش نحو 20 مليون يمني تحت خط الفقر، فيما بلغ عدد النازحين نحو 5 ملايين شخص.
وأكد أن دعم اليمن اليوم يمثل استثماراً مباشراً في أمن المنطقة والعالم وليس مجرد مجاملة سياسية.
وأضاف العليمي أن السياسة الدولية السابقة القائمة على الاسترضاء لم تجلب السلام، بل رسخت الحرب، ومنحت الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذهم وتوسيع ترسانتهم العسكرية، مشيراً إلى أن الحوثيين جزء من مشروع إيراني أوسع يسعى لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، وابتزاز الإقليم، وتأثير على أمن الطاقة العالمي.
وشدد الرئيس على أن اليمن بحاجة إلى مقاربة دولية جديدة قائمة على القوة والسيادة، مع دعم مستدام من الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان إعادة بناء الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.