الأحد 03 يناير ,2021 الساعة: 08:32 مساءً
قال مركز دراسات يمني إن السعودية تعيش في مأزق بتواجدها العسكري في محافظة المهرة شرق اليمن، مؤكدا أنها تواجه معضلات تحول دون تحقيق أجندتها وأطماعها هناك.
وقال مركز هنا عدن للدراسات الإستراتيجية في تقرير حديث له، إن التواجد العسكري السعودي أدخل محافظة المهرة، التي ظلت آمنة ومعزولة عن الحرب مع الحوثيين، في حالة فوضى واضطراب لم تشهده من قبل.
وأكد التقرير الذي يناقش "الأجندة الاستراتيجية للسعودية في محافظة المهرة"، أن الأطماع السعودية في المهرة ليست مجرد خيالات متوجسة وناتجة عن خذلانها المتكرر للشرعية، وفي أكثر من مكان.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات تاريخية تدعمها وقائع سياسية ووثائق مسربة من هنا وهناك، تؤكد أن المخطط السعودي في المهرة يتعلق بفكرة مركزية معروفة، وهي "حاجة الرياض لمد أنبوب نفطي خاص بها، يكون بمثابة منفذ بديل وآمن يمكنها من تأمين عملية تصدير نفطها للخارج عن طريق بحر العرب، وذلك تفاديا لأي مشكلات تهدد طريق النقل الحالي التي تمر عبر مضيق هرمز".
وعزز هذه الفرضية بوثيقة رسمية موجهة من العاهل السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، إلى ولي عهده، تكشف عن "حاجة المملكة الماسة لإيجاد منفذ بحري لها على بحر مفتوح (بحر العرب)، عن طريق سلطنة عمان أو الجمهورية اليمنية؛ نظرا لوضعها الجغرافي المقتصر على الخليج العربي والبحر الأحمر اللذين لا يتصلان بالبحار المفتوحة".
ووجه الملك السعودي الراحل، ولي عهده وزير الداخلي، نائف بن عبدالعزيز، بتشكيل لجنة على مستوى رفيع من وزارات "الداخلية والدفاع والخارجية والمالية والبترول والثروة المعدنية والنقل والاقتصاد والتخطيط"، بالإضافة إلى رئاسة الاستخبارات العامة؛ لدراسة هذا الموضوع من جميع جوانبه، وذلك بشكل سري وسريع، والرفع بما يتم التوصل إليه.
وأضاف التقرير أن السلوك السعودي في المهرة يكشف أن مخططاتها تتجاوز المبرر الذي أعلنوا القدوم بسببه "مكافحة تهريب الأسلحة للحوثيين".
وتابع: رغم أن الأهداف المعلنة للتواجد العسكري السعودي "وقف تهريب الأسلحة للحوثيين"، التي أثيرت عام 2013، غير أن المهرة خارج سيطرة الجماعة، وأعلنت ولاءها للشرعية، وهو ما يجعل هذه المبرر فاقدا لأي أدلة عملية.
كما أن مكافحة التهريب، وفقا لمركز "هنا عدن"، تظل مهمة أمنية للجهاز التابع للسلطات المحلية، ولا تستدعي تواجدا عسكريا أجنبيا يتجاوز السلطات الشرعية ويعمل بشكل مصادم للمجتمع.
وبحسب التقرير، فإنه من الواضح أن تماسك المجتمع المهري كان له الدور الأكبر في عرقلة المساعي السعودية لتمرير مخططها في محافظة المهرة بهدوء.
واستدرك بالقول: صحيح، أن الحراك الشعبي لم يتمكن من إزاحة الوجود العسكري السعودي بشكل عملي، لكنه كشف المخطط، ووضع الرياض تحت حصار شعبي فاعل ومحرج، وبالتالي صارت السعودية في وضع صدامي دائم مع أبناء المهرة، ولم تتمكن من تحقيق وجود مؤمن فيها.
المصدر : عربي 21