تحركات "الرئاسي" استعراض سياسي أم خطوات مدروسة لإنهاء الانقلاب؟
الخميس 19 يناير ,2023 الساعة: 05:38 مساءً

تبدو تحركات المجلس الرئاسي حالياً كمشاهد استعراضيّة امام الكثير من المتابعين، لكنها في حقيقة الامر مرحلة استكمال لرسم مستقبل اليمن الاتحادي الذي اجمع عليه اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني 2012م، والتحوّل النوعي الكبير على المستويين السياسي والعسكري سيؤتي أكله، رغم الصورة الهشة التي يظهر بها الرئاسي حالياً، لكن توحيد القوات المسلحة اليمنية بكل تشكيلاتها وكياناتها وما تمتلكه من اسلاحة متطوّرة ، وما حظيت به من دعم لوجسيتي، سيكون له اثر كبير في عملية التحرير، وهذا ادنى طموح للمجلس الرئاسي في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل، وهذا هو ملامح عام 2023م على ضوء هذه المؤشرات والمعطيات. 

التحركات الرئاسية تكشف لنا بانها ليست مجرّد اعمال استعراضيّة كما يظن البعض، بل هي خلاصة دقيقة تمكّن المحلّلين والمراقبين والمهتمين بالشأن اليمني من قراءة المشهد واستشراف مستقبل اليمن ،وكيف يتم الاعداد لنهاية حتمية مخزية لمليشيا الحوثي الارهابية. 

ما الذي يمكن أن يكون في المرحلة المقبلة؟ وأي مفاجآت يحتفظ بها المجلس الرئاسي؟ هذا ما تحاول فهمه مليشيا الحوثي لكن دون جدوى، بينما هناك مؤشرات ومعطيات أساسيّة لا بدَّ من استكمال الاعداد الجيد لها حتى تحصل المليشيا على الاجابة بطريقة ميدانية قاسية عن كل تساؤلاتها. 

المؤشرات كثيرة وتشير الى أنَّ الأمور ترجّح كفّة التحرير الشامل، وتعطي ملامح بان العام الحالي 2023 سيكون على الأرجح عام نصر سياسي وعسكري بامتياز، ولا نبالغ ان قلنا بانه قد يكون "عام التحرير الشامل"، وإن حاول الحوثيين وهم الناس في مناطق سيطرتهم بأنَّ هناك خلافات وتناقضات في اروقة المجلس الرئاسي والكيانات اليمنية، لكن حقيقة الامر أن الجميع أجمع على عملية التحرير، وباتوا يعملوا ضمن استراتيجية موحدة، وفقاً لما تقتضية المصلحة الوطنية. 

تدرك مليشيا الحوثي الارهابية هذا الواقع، ولكنّها لا تزال تمنّي نفسها بإحداث اختراق سياسي أو عسكري، رغم أنها متعبة ومنهارة ومعدومة الخيارات في استمرارية حربها على اليمنيين بالوكالة عن ايران، وهي في كل الأحوال عاجزة عن تحقيق ذلك، وقد أسهمت الحرب في السنوات الماضية عن كشف قبح المليشيا الحوثية وحقيقتها الهشة، وما تعانيه من انهيار تام في كل الجوانب وكذلك عجز ايران عن فرض سقف سياسي لمليشياتها، مدركين بأنَّ مشروع ايران لن ينجح ولن يتقبله اليمنيين مطلقاً، مهما كلّف الثمن، ومهما استمرّ التعنت الحوثي الايراني، فأن النصر آت وقد لاح بريقه.


Create Account



Log In Your Account