قمع الافكار وتبلد الفاعلين في المجتمع
السبت 22 أبريل ,2023 الساعة: 09:17 مساءً



تتقلب الايام بين أفراح واهات وحروب مآسي ، صفحة تطوى وأخرى تبدأ، ومتربصون بلا ضمائر يقتلون فرحة الناس مع حلول الاعياد، يختلقون مآسي جديدة ويذكرونا بمآسي قد خلت واحزان مرت أو لازالت، غير عابئين بأن النفوس من الحزن لديها ما يكفيها لسنوات، فبعد تلقي الصدمات تتبلد مشاعر ونفقد المتعة في الحياة. 

حين نشاهد اغلب من يتظاهرو بالتبلد أو اصبحوا متبلدين نصاب بالدهشة والاستغراب!...
لأنهم كانوا إيجابيين، يسعدوا بأبسط الاشياء، مليئين بالطاقه والنشاط، ويشعرون بالسلام داخلهم، كانوا يمتلكون مجموعة من الأفكار التي كان بإمكانها الاسهام في خدمة ونهوض المجتمع، وللأسف الشديد صدموا كغيرهم ووصلوا إلى مرحلة التبلّد، لأنهم منعوا من التعبير عن مشاعرهم وعرض أفكارهم ممن كانوا في أمس الحاجة لها وبالاخص "السلطات القمعية أينما وجدت" التي فاجأتهم بالقمع والامبالاة، وهو ما يؤكد انعدام العاطفة لدى تلك السلطات القمعية والتي يمكن من خلالها التعبير عن ما يشعروا به تجاه رعاياهم.

ولان من يتظاهرون بالتبلد فقدوا الشغف والرغبة في كافة أمور الحياة، اصيبوا بالصمت وفقدوا التركيز وشعروا ببطء في التفكير، لذا كان لزاما عليهم بأن يتصالحوا مع التبلّد باعتباره مترس الفقراء الأخير، وفي هذه الحالة يعتبر التبلّد إيجابي، خلاف بعض المواقف العابرة التي يكون فيها التبلّد مطلوب.

المصابون بالتبلد يبتسمون وكأنه لم يحدث شي رغم وضوح علامات الاكتئاب في محياهم وشعورهم بالحزن وانعدام جدوى الحياة، هم سعيدون من الخارج، والألم يعصرهم من الداخل، ومن الصعب اكتشافهم لكن إذا طال الأمر قد يؤدي الاحتقان بداخلهم إلى حدوث مشاكل.

في الختام الناس بحاجة إلى العيد لبث الامل في قلوب احبطها اليأس واحاط بها القنوط، فالاعياد فرصة للراحة والتقاط الانفاس لمواصلة الحياة بحلوها ومرها، وعونا لاستمرار رفع رأية النضال، فالمحن في طياتها منح، فانثروا الفرحة في النفوس فعمر الأمة أطول من اعمار كل المحن والطغاة .


Create Account



Log In Your Account