دراسة: حملات تشويه منسقة تستهدف قيادات تعز بدعم إقليمي
الجمعة 10 أكتوبر ,2025 الساعة: 04:26 مساءً


كشفت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات الإستراتيجية (ASAM)، عن تصاعد حملات إعلامية وسياسية منسقة تستهدف قيادات السلطة المحلية والعسكرية في محافظة تعز، ضمن ما وصفته بـ"الحرب الناعمة" الهادفة إلى إضعاف الجبهة الداخلية للمدينة وإعادة تشكيل التحالفات السياسية والميدانية في اليمن بدعم من أطراف إقليمية.

وأوضحت الدراسة، الصادرة في أكتوبر 2025 بعنوان "حملة التشويه ضد محافظة تعز"، أن المحافظة التي تُعد رمزاً للمقاومة والصمود منذ اندلاع الحرب، تتعرض لما أسمته "أخطر هجمة إعلامية منذ سنوات"، تستهدف شخصيات بارزة من بينها محافظ تعز ومدير الأمن وقائد المحور العسكري ومستشاره وقائد المقاومة الشعبية، من خلال اتهامات بالفساد والفشل الأمني والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين.

وأشارت الدراسة إلى أن منصات إعلامية وناشطين مرتبطين بوسائل ممولة إماراتياً وموالية لطارق صالح والمجلس الانتقالي الجنوبي يقفون خلف هذه الحملات، مؤكدة أنها لا تعبّر عن "غضب شعبي عفوي"، بل عن توجه سياسي منظّم يهدف إلى إضعاف القيادات المحلية وإرباك الوضع في المدينة.

وبيّنت الدراسة أن الخطاب المستخدم في هذه الحملات يعتمد على لغة هجومية مشحونة بالعاطفة والاتهامات العامة، حيث بلغت نسبة التعبيرات السلبية 82% من المحتوى المنشور، مقابل 18% فقط إيجابية أو محايدة، فيما تكررت كلمات مثل "فساد" و*"فوضى"* في أكثر من 70% من المنشورات، مع استخدام وسوم مثل #تعز_تستحق_الأمن و**#تعز_تطالب_بالأمن** لتوجيه الرأي العام ضد القيادات المحلية.

كما رصدت الدراسة تحيزاً إعلامياً متعمداً، يتمثل في التركيز المفرط على أوضاع تعز وتجاهل الانتهاكات الواسعة لميليشيات الحوثي والمليشيات الأخرى، مشيرة إلى بيانات مركز معلومات حقوق الإنسان والتدريب (HRITC) التي سجلت أكثر من 24,970 انتهاكاً حقوقياً منذ مارس 2015، 85% منها ارتكبتها ميليشيا الحوثي، في حين لم تتناولها الحملات الإعلامية إلا بنسبة محدودة جداً.

وحذّرت الدراسة من أن هذا النوع من الخطاب يسهم في تفكيك الجبهة الوطنية داخل تعز وإضعاف معنويات المقاومة الشعبية، بما يخدم مشاريع السيطرة الجديدة في الساحل الغربي أو الجنوب، على غرار ما حدث سابقاً تحت النفوذ الإماراتي.

واختتمت المؤسسة تقريرها بالتأكيد على أن "استخدام الإعلام كسلاح هجين في الصراع اليمني بات أكثر خطورة من المعارك العسكرية نفسها"، داعية إلى تبنّي استراتيجية إعلامية وطنية مضادة تعزز الاصطفاف الداخلي وتحافظ على رمزية تعز كعاصمة للمقاومة والجمهورية.



Create Account



Log In Your Account